الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واحذروا
من مبطلات الإيمان فإن هناك أشياء تبطل الإيمان وتزيله من القلب حتى يلحق صاحبه
بالكافرين ويكون من أصحاب النار: ﴿وَمَن
يَكۡفُرۡ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ حَبِطَ عَمَلُهُۥ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [المائدة: 5]، تكلم جماعةٌ
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يسخرون
منهم وينقصونهم فأنزل الله فيهم قوله تعالى: ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ
وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا
تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ
مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ٦٦﴾ [التوبة: 65، 66] فهؤلاء
كانوا مؤمنين ويجاهدون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وخرجوا معه لغزوة تبوكٍ فلما
تكلم واحدٌ منهم في مجلسهم بهذا الكلام، ولم ينكروا عليه حكم الله عليهم جميعًا
بالكفر، فقال:﴿لَا تَعۡتَذِرُواْ﴾ ؛ لأنهم يقولون إننا لم
نقصد التنقص وإنما نتحدث حديث الركب نقطع به الطريق فأنزل الله فيهم: ﴿لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ
كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ﴾ [التوبة:، 66] فهؤلاء كفروا بكلمةٍ قالها واحدٌ ولم ينكرها الباقون،
فكفَّرَهُم الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماواتٍ، والإنسان يتكلم بكلامٍ لا يزنه
ولا يدري ما يبلغ
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد