×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه فترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالكٌ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·       أما بعد:

عباد الله، اتقوا الله تعالى واعلموا أن البدع شرٌّ كلها لا خير فيها لأنها تجر إلى الشرك، تجر إلى الكفر، تشغل الناس عن طاعة الله وعن إحياء السنن فلا تجتمع سنةُ وبدعةٌ وما أحدث الناس بدعةً إلا رفع من السنة مثلها وهذا من العقوبة أن الإنسان يحرم من العمل بالسنة ويجتهد في العمل بالبدع والمحدثات، ولهذا يقول السلف: اقتصادٌ في سنةٍ خيرٌ من اجتهادٍ في بدعةٍ. والبدعة أحب إلى الشيطان من المعصية كالزنى والسرقة وشرب الخمر، لماذا؟ لأن المعاصي يعلم صاحبها أنها محرمةٌ ويأتيها وهو يعلم أنها حرامٌ فيتوب إلى الله عز وجل فهو قريبٌ من التوبة؛ لأنه يخاف من الله وأن يعاقب بذنبه أما البدعة فصاحبها يرى أنه على حقٍّ، وأنه على صوابٍ ويزين له الشيطان ذلك فلا يتوب إلى الله عز وجل، ولهذا قلَّ من يتوب من المبتدعة إلا من رحم الله. وكثر من يتوب من العصاة، فالبدعة أحب إلى الشيطان من المعصية ولو كانت كبيرةً فاتقوا الله عباد الله والزموا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عليه السلف الصالح من صدر هذه الأمة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم:


الشرح