«خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ
يَلُونَهُمْ» ([1]) قال الراوي: لا أدري ذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة ثم قال صلى الله عليه
وسلم ثم تحدث أمورٌ بعد القرون المفضلة - تحدث أمورٌ تنكرونها تحدث شرورٌ كثيرةٌ.
ومن شر ما حدث إحياء البدع التي شغلت كثيرًا من الناس عن السنة وأبعدتهم عن الله،
فالمبتدع يظن أنه يتقرب إلى الله وهو يبتعد عن الله. المبتدع يظن أنه يثاب ويؤجر
وهو مأزورٌ، المبتدع يظن أنه يرضي الله وهو يغضب الله سبحانه وتعالى. قال الله جل
وعلا: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ
ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ
غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن
تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢﴾ [آل عمران: 31، 32]. فالذي
يريد الخير يتبع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ويقتصر على ما شرع الرسول ويترك ما
نهى عنه الرسول، ويترك ما أحدثه المحدثون وابتدعه المبتدعون فإن الخير كله في هذا
الدين ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ
دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ
دِينٗا﴾ [المائدة: 3]، فهو نعمةٌ والذي يحدث البدع يكفر هذه النعمة، ويخرج من هذه
النعمة إلى غيرها، فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2508)، ومسلم رقم (2535).
الصفحة 2 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد