الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر خبرًا معناه التحذير في أنه في آخر الزمان تُنزَع الأمانة من الناس إلا ما شاء الله، قال صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَْمَانَةَ، وَآخِرَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْه الصَّلاَةُ» ([1]) فدلَّ على أن الأمانة من الدين، وأنها إذا فقدت فُقِد جانبٌ عظيمٌ من الدين، وقال صلى الله عليه وسلم: «فَلاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ، فَيُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا» ([2]) يصير الأمين في آخر الزمان نادرًا، تكون القبيلة كلها ليس فيها إلا أمينٌ واحدٌ، وهذا معناه التحذير لنا إذا أدركنا هذا الزمان -وقد بدت علاماته- ألا ننخدع، ونتساهل في الأمانة، ونقول كل الناس ما عندهم أمانةٌ، هذا لا يجوز. أنت احفظ الأمانة في نفسك وأدها في نفسك، وكلٌّ مسئولٌ عن عمله. فعلينا أن نخاف من هذا الوقت، وكثيرٌ من الناس اليوم اتخذوا الأمانة مغنمًا كما قال صلى الله عليه وسلم: «تُتَّخَذَ الأَْمَانَةُ مَغْنَمًا» ([3]) الذي يحصل على الأمانة كأنها غنيمةً له يستحلها وهذا كثيرٌ
([1]) أخرجه: القضاعي في مسند « الشهاب » رقم (216)، والطبراني في « الكبير » رقم (7182).
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد