في تربية الأولاد
الحمد لله رب العالمين: ﴿لَّهِ
مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ
إِنَٰثٗا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ ٤٩ أَوۡ
يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانٗا وَإِنَٰثٗاۖ وَيَجۡعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًاۚ إِنَّهُۥ
عَلِيمٞ قَدِيرٞ ٥٠﴾ [الشورى: 49، 50].
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات الباهرات يهدي إلى صراطٍ
مستقيمٍ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المناقب والدين القويم وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن الأولاد إما نعمةٌ وإما نقمةٌ، إما منحةٌ وإما محنةٌ قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ
أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞ﴾ [الأنفال: 28]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ
مِنۡ أَزۡوَٰجِكُمۡ وَأَوۡلَٰدِكُمۡ عَدُوّٗا لَّكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُمۡۚ﴾ [التغابن: 14].
عباد الله: إنه يجب العناية بالأولاد، أولاً بطلب حصولهم كما طلب إبراهيم
عليه السلام فقال: ﴿رَبِّ هَبۡ لِي
مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ [الصافات: 100]، وكما طلب زكريا من ربه فقال: ﴿رَبِّ
هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾ [آل عمران: 38]. وليس القصد
هو حصول الذرية فقط ولكن المقصود الذرية الصالحة الطيبة، ولذلك قال: ﴿رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ [الصافات: 100]، ﴿رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ
ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ﴾ [آل عمران: 38]. ويجب بذل الأسباب لهذه الذرية الطيبة، فإن الصلاح له
أسبابٌ والفساد له أسبابٌ من قبل الآباء، فإن هم بذلوا الأسباب الطيبة أنتجت بإذن
الله نتيجةً طيبةً، وإن هم أهملوا الأسباب الطيبة أنتج ذلك نتيجةً عكسيةً، إن
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد