×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

أول ما ينبغي للمسلم أن يختار الزوجة الصالحة؛ لأن الزوجة هي المنبت وهي المزرعة. قال تعالى:﴿نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ [البقرة: 223]، فيختار الزوجة الصالحة، قال: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَِرْبَعٍ: لِجَمَالِهَا، وَلِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ» ([1]).

يقول الشاعر:

              والأم مدرسةٌ إذا أعددتها *** أعددت شعبًا طيب الأعراق

لأن الأم تربي أولادها، فإن كانت أمَّا صالحةً ربتهم على الفضائل، وإن كانت أمًّا سيئةً ربتهم على الرذائل، فإذا حصل الأولاد فحينئذٍ يبدأ دور الآباء في تربيتهم ومتابعتهم وهذا لا شك فيه تعبًا عليهم ولكن لا بد منه. فأولاً: إذا وُجِد الولد فإن والده يختار له أحسن الأسماء، قال: «أَحَبُّ الأَْسْمَاءِ إِلَى اللهِ تعالى: عَبْدُ اللهِ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ» ([2]) فيختار لولده اسمًا طيبًا، والاسم له أهميةٌ، فإن بعض الآباء يسمون أولادهم بأسماءٍ غريبةٍ، وقد تكون أسماءً مكروهةً، أو تكون أسماءً مجلوبةً من غير بلادنا، فالاسم له أهميةٌ عظيمةٌ، وهو من حقوق الولد على والده أن يختار له اسمًا طيبًا، ثانيًّا: عليه أن يختنه؛ لأن ذلك من خصال الفطرة؛ لأن الختان من خصال الفطرة ومن خصال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. ثالثًا: أن يعقَّ عنه بأن يذبح عن الذكر شاتين وعن الأنثى شاةً واحدةً تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى وشكرًا له على هذه النعمة؛ ولأن العقيقة فيها بركةٌ على المولود، وفيها خيرٌ يعود على المولود، فلا يستهان بها، ثم إذا بلغ الطفل سبع سنين ومَيَّز،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4802)، ومسلم رقم (1466).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4949)، والترمذي رقم (2833)، وابن ماجه رقم (3728).