×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 فحينئذٍ ينتقل معه إلى الأمر والنهي قال: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1]) فإذا بلغ سبع سنين يؤمر بالصلاة ومن لازم ذلك أنه يعلمه أحكام الطهارة وأحكام الصلاة، وما يشرع فيهما من الأقوال والأفعال ثم إذا بلغ العشر فإنه ينتقل إلى مرحلة التأديب إذا ترك الصلاة أو تهاون بها يضربه والده حتى يذوق العقوبة ويعلم أن المخالفة عليها عقوبةٌ، فيدرك أهمية الصلاة ولا يتهاون بها، ثم أيضًا يراعي الوالد مضاجع أولاده ليبعدهم عن أسباب الفساد الخلقي، فيفرق بينهم في المضاجع، فلا يتركهم ينامون جميعًا في فراشٍ واحدٍ، وذلك لحمايتهم من الفساد الخلقي، يعلمهم القرآن والسنة ويعلمهم الأحكام الشرعية حتى يعرفوا أمور دينهم وينشأوا عليها، فإذا كان هو يحسن ذلك فإنه يقوم به، وإن كان هو لا يحسن ذلك فإنه يختار لهم معلمًا صالحًا فقيهًا حافظًا للقرآن يعلمهم ويدرسهم، والآن ولله الحمد فُتحت المدارس الكثيرة فعليه أن يختار المدرسة الطيبة بمديرها ومدرسيها وطلابها، فيختار لولده المدرسة الصالحة ولو كانت بعيدةً عن بيته لأجل أن يتربى ولده فيها تربيةً حسنةً، والآن ونحن في بدء الدراسة نجد الآباء يهتمون بإلحاق أولادهم بالمدارس، ويشترون لهم الحوائج، ويحضرون لهم ما يحتاجون وهذا شيءٌ طيبٌ ولكنه جزءٌ يسيرٌ مما يجب عليهم نحو أولادهم. يجب عليهم أن يربوا أولادهم في البيت وأن يتابعوهم إذا خرجوا من البيت، أين يذهبون؟ ومن يجالسون؟ ولا يتركونهم هملاً يسرحون ويمرحون في الشوارع المملوءة بالأشخاص السيئين والأولاد السيئين، بل يجب عليه أن


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).