بمناسبة قرب قدوم شهر
رمضان المبارك
الحمد لله العزيز الغفار، جعل في تعاقب الليل والنهار دليلاً على انقضاء
الأعمار، ﴿يُقَلِّبُ
ٱللَّهُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ﴾ [النور: 44]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار وصلى الله عليه وعلى أصحابه البررة
الأطهار وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى
واعلموا أنه يفرح بطول العمر إذا كان في طاعة الله سبحانه وتعالى. قال صلى الله
عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ» ([1])، وإن الله سبحانه وتعالى جعل لكم مواسم للخيرات تتكرر عليكم في اليوم
والأسبوع والسنة، ففي اليوم تتكرر عليكم الصلوات الخمس، وفي الأسبوع تتكرر عليكم
صلاة الجمعة، وفي السنة يتكرر عليكم شهر رمضان المبارك وقد قال صلى الله عليه وسلم:
«الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى
رَمَضَانَ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَت الْكَبَائِرَ» ([2])، «وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ»
([3]).
عباد الله، عما قريب يحل عليكم ضيفٌ كريمٌ وموسمٌ عظيمٌ ألا وهو شهر رمضان المبارك الذي جعله الله موسمًا لعباده المؤمنين يتزودون فيه لآخرتهم، ويقدمون فيه خيرًا لأنفسهم فهو شهرٌ عظيمٌ
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2329)، والدارمي رقم (2742)، وأحمد رقم (17680).
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد