الأمانة وأهمية
حفظها
وخطر إضاعتها
الحمد لله على فضله وإحسانه، أمر بأداء الأمانة، ونهى عن الخيانة، وأشهد
ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله دعا
إلى الحق وأبانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي الأمانة والديانة وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى. قال
الله تعالى:﴿فَإِنۡ أَمِنَ بَعۡضُكُم بَعۡضٗا فَلۡيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤۡتُمِنَ
أَمَٰنَتَهُۥ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥۗ﴾ [البقرة: 283] وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ
ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا﴾ [النساء: 58] وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوٓاْ
أَمَٰنَٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27] وقال سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ
هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ﴾ [المؤمنون: 8] وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وأَشۡفَقۡنَ
مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا ٧٢ لِّيُعَذِّبَ
ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ
وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمَۢا
٧٣﴾ [الأحزاب: 72، 73]. في هذه الآيات المتعددة الكريمة تعظيمٌ لشأن الأمانة
والأمر بحفظها وأدائها والنهي عن الخيانة فيها، مما يدل على أهمية الأمانة. ومما
يدل على عظم شأنها، أن الله سبحانه وتعالى أخبر أنه عرضها على السماوات والأرض
والجبال عرض تخييرٍ لا عرض إلزامٍ، وإلا لو ألزمها بذلك لم تختر تحملها ولكنه عرض
ذلك عليها عرض تخييرٍ إن قامت بأدائها فإن الله يعد لها الأجر العظيم، وإن خانت
فيها، فإن الله يعذبها العذاب الأليم فآثرت هذه
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد