×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 في الحث على العمل الصالح

وطاعة الله ورسوله

الحمد لله أمر بإصلاح العمل، ووعد العاملين بجزيل الثواب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أول سابقٍ إلى الأعمال الصالحة رجاء الثواب وخوف العقاب صلى الله عليه وعلى جميع الآل والأصحاب وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ [محمد: 33] في هذه الآية الكريمة ينادي الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين وخصَّهم بذلك تشريفًا لهم ولأنهم هم أهل الامتثال لنداء الله ثم أمرهم سبحانه وتعالى فقال: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ [المائدة: 92] أطيعوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وأطيعوا الرسول فيما يأمركم به وفيما ينهاكم عنه؛ لأن طاعة الرسول طاعة لله عز وجل لأنه مبلِّغٌ عن الله ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤ [النجم: 3، 4] فهو مبلِّغٌ عن الله عز وجل، وفي طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم تحقيقٌ لمعنى الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدًا رسول الله وفي طاعة الله ورسوله خيراتٌ كثيرةٌ قال تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا ٦٩ ذَٰلِكَ ٱلۡفَضۡلُ مِنَ ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيمٗا ٧٠ [النساء: 69، 70]، وقال تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ 


الشرح