ٱلۡفَوۡزُ
ٱلۡعَظِيمُ﴾ [النساء: 13]، وفي معصية الله ورسوله شقاءٌ وعذابٌ وعقابٌ قال تعالى: ﴿وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا﴾ [الجن: 23]، وقال تعالى: ﴿وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدۡخِلۡهُ نَارًا خَٰلِدٗا فِيهَا وَلَهُۥ
عَذَابٞ مُّهِينٞ﴾ [النساء: 14] ثم قال جل وعلا ﴿وَلَا
تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ﴾ [محمد: 33] لَمَّا أمر بطاعته وطاعة رسوله وذلك هو العمل الصالح نهى أن
يبطل الإنسان أعماله التي تعب فيها رجاء ثواب الله ثم سلط عليها ما يبطلها فصارت
تعبًا بلا فائدةٍ، والأعمال من حقيقة الإيمان، فلا إيمان بدون عملٍ ولا عمل بدون
إيمانٍ فالإيمان قولٌ باللسان واعتقادٌ بالقلب وعملٌ بالجوارح يزيد بالطاعة، وينقص
بالمعصية هذا هو الإيمان الصحيح الذي ينفع صاحبه، وهو الذي نادى الله جل وعلا في
هذه الآية وغيرها أصحابها بهذا النداء العظيم المتكرر في كتاب الله عز وجل،
والأعمال تكون على الجوارح أعمالاً ظاهرةً كالصلاة والصيام والحج والجهاد وذكر
الله وتلاوة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وتعليم
العلم النافع، وتكون بالقلب كخشية الله وخوفه ومحبته ورجاء ثوابه وخوف عقابه،
الأعمال تكون ظاهرةً وباطنةً وجميعها من حقيقة الإيمان، ثم نهى سبحانه وتعالى
فقال: ﴿وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ
أَعۡمَٰلَكُمۡ﴾ [محمد: 33] أي: إذا أطعتم الله ورسوله فلا تبطلوا هذه الطاعة، لا تبطلوها
بأي نوعٍ من المبطلات، والمبطلات كثيرةٌ وهذا يشمل إبطال العمل في أثنائه كقطع
الصلاة أو قطع الصيام وعدم إتمامهما، أو قطع الحج أو قطع العمرة، وعدم إتمام العمل
منهيٌّ عنه، فإذا شرع الإنسان في عملٍ صالحٍ فإنه منهيٌّ أن يقطعه ومأمورٌ أن
يتمه، ولو كان نافلةً فكيف إذا كان فريضةً،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد