×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

ويشمل إبطاله بعد العمل بأن يسلط عليه ما يبطله، أو يذهب بثوابه، ومن أعظم مبطلات الأعمال الشرك بالله عز وجل والكفر بالله، بأن يرتكب الإنسان ناقضًا من نواقض الإسلام كأن يدعو غير الله أو يستغيث بغير الله أو يذبح لغير الله أو ينذر لغير الله قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [الزمر: 65]، الردة تحبط الأعمال قال تعالى: ﴿وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ  [البقرة: 217]، كذلك مما يبطل العمل المنُّ به والإعجاب به قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ  [البقرة: 264] فالمن والأذى يبطلان الصدقة وكذلك الإعجاب بالعمل كأن يرى الإنسان أنه أفضل من غيره، وأنه أدَّى حق الله عليه أو يعدد أعماله، ويعتد بها، فالواجب على المسلم أن يعمل العمل الصالح ويخاف من رده وعدم قبوله؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ [المائدة: 27]، وما يدريك إنك من المتقين؟ ويقول جل وعلا في وصف الأصفياء من عباده ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ [المؤمنون: 60] يؤتون ما آتوا من الأعمال الصالحة ويخافون من الله ألا يتقبلها منهم وأن يردها عليهم، فلا يعجب الإنسان بعمله بل يجب عليه أن يعتبر نفسه مقصرًا في حق الله سبحانه وتعالى ولا يجزم على الله أن الله تقبل عمله بل يخاف من رده. هكذا يكون المؤمن خائفًا وجلاً مع إتيانه بالأعمال الصالحة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ومن مبطلات العمل أن يعمل الإنسان الأعمال الصالحة الكثيرة ولكنه يظلم الناس ويتعدى على الناس في دمائهم أو في


الشرح