أعراضهم أو في أموالهم، ثم يموت وهو محملٌ بحقوق الناس ثم يأتون يوم القيامة يخاصمونه عند أحكم الحاكمين، فيقتص للمظلومين من الظالم فيأخذون من حسناته فإن فنيت حسناته أُخِذَ من سيئاتهم فطُرِحَت عليه فطُرِحَ في النار كما صحَّ في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: أن قومًا يأتون بأعمالٍ أمثال الجبال فيأتي أحدهم وقد ظلم هذا وقد ضرب هذا وقد أخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته، قبل أن يؤدي ما عليه أُخِذَ من سيئات المظلومين فطرحت عليه فطرح في النار. قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِينَارَ لَهُ وَلاَ دِرْهَمَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «ولكن الْمُفْلِس مِنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بأعمالٍ صالحةٍ فَيَأْتِي وقَدْ ظَلَمَ هَذَا وَأَخذ مَالَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيَأْخُذُ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ» ([1])، فلا يبقى له حسنةٌ فيصبح مفلسًا من الأعمال الصالحة. قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلمَةٌ لأَِخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَِخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ» ([2]) نسأل الله العافية والسلامة، ومن مبطلات الأعمال أن يعمل أعمالاً صالحةً ولكنه يعمل إلى جانبها سيئاتٍ كثيرة، ففي يوم القيامة توزن حسناته وسيئاته بأن توضع حسناته في كفةٍ وسيئاته في كفةٍ، فإن رجحت حسناته أفلح وإن رجحت سيئاته خسر وخاب ﴿وَٱلۡوَزۡنُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّۚ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٨ وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا يَظۡلِمُونَ ٩﴾ [الأعراف: 8، 9]
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2581).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد