فقد يعمل الإنسان أعمالاً صالحةً كثيرةً، ولكنه يعمل سيئاتٍ كثيرة فتوضع حسناته وسيئاته في الميزان الذي لا يبخس ولا يظلم ولا يجور بل هو ميزان عدلٍ، فهو تبع لما يرجح من حسناته وسيئاته، فلاحه وشقاؤه متعلقان بالرجحان ﴿فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٢ وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ١٠٣﴾ [المؤمنون: 102، 103]، ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ ٦ فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ٧ وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ ٨ فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٞ ٩ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا هِيَهۡ ١٠ نَارٌ حَامِيَةُۢ ١١﴾ [القارعة: 6- 11] فليحذر الإنسان من هذه الأمور، ومما يبطل الأعمال الرياء والسمعة، الرياء: وهو أن يعمل الإنسان الأعمال الصالحة من أجل أن يراه الناس، ويثنوا عليه أو يتكلم بالكلام الطيب وتلاوة القرآن من أجل أن يسمع الناس كلامه وذكره لله وتلاوته للقرآن فيمدحوه، إذا كان قصده هذا فعمله باطلٌ، قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «إن أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ» فَسُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ: «الرِّيَاءُ» ([1]) وفي يوم القيامة يقول الله جل وعلا للمرائين اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤونهم في الدنيا هل تجدون عندهم جزاء؟! فتذهب أعمالهم. فالرياء يبطل العمل الذي خالطه، وأما الشرك الأكبر فإنه يبطل جميع الأعمال ولا حول ولا قوة إلا بالله فعلى المسلم أن يخاف، وأن يحذر وأن يحافظ على أعماله أكثر مما يحافظ على نقوده وعلى أمواله وأولاده؛ لأنها هي رأس ماله قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ» ([2]).
([1]) أخرجه: أحمد رقم (23630)، والطبراني في « الكبير » رقم (4301).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد