×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 في التحذير من المعاصي

 وعقوباتها

الحمد لله مُعِزِّ من أطاعه واتقاه. ومُذِلِّ من خالف أمره وعصاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اتبعه ووالاه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى وتدبروا واعتبروا بما قصَّ الله عليكم من أحوال الأمم الغابرة، وما أحل الله بهم من العقوبات والنكبات بسبب كفرهم ومعاصيهم وإعراضهم عن طاعة الله ورسله. فالله سبحانه وتعالى أهلكهم، ولم يبق إلا أذكارهم وديارهم عبرةً للمعتبرين، كما قصَّ الله عليكم من نبأ قوم نوحٍ وعادٍ وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله ﴿فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِ حَاصِبٗا وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ [العنكبوت: 40].

واعتبروا بما يحل بالأمم المعاصرة مما تسمعونه مما يحل بهم من النكبات من الزلازل والبراكين المروعة ومن الأعاصير المدمرة ومن الفيضانات المغرقة والحروب الطاحنة التي تجتاح ديارهم وتشردهم، وتهلك الكثير منهم كل ذلك بسبب الكفر والمعاصي: ﴿وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ [الأعراف: 96] ﴿أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ ١٦ ثُمَّ نُتۡبِعُهُمُ ٱلۡأٓخِرِينَ ١٧ كَذَٰلِكَ نَفۡعَلُ بِٱلۡمُجۡرِمِينَ ١٨ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ١٩ [المرسلات: 16- 19]، وكانت


الشرح