هذه البلاد تعيش بأمنٍ واستقرارٍ ورغدٍ من العيش بسبب تمسكها بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحكيم الشريعة، فكانت تمتاز على سائر أهل الأرض بما وفر الله لها من الأمن والأرزاق، ولكن بدت في الآونة الأخيرة منها أفعالٌ وتغييراتٌ يُخشَى أن يغير الله تعالى عليها كما قال سبحانه ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ﴾ [الرعد: 11]، ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [الأنفال: 53] كثر التهاون في الصلاة التي هي عمود الإسلام، كثر أكل الربا الذي أعلن الله الحرب عليه، ولعن النبي صلى الله عليه وسلم «آكِلَهُ وَمُؤْكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ» ([1])، كثر تمرد النساء وخروجهن على الآداب الشرعية فظهر فيهن السفور والتبرج والاختلاط بالرجال، وصار هناك من يطالب بإزالة الفوارق بينهن وبين الرجال، وهذا مؤذنٌ بعذابٍ ومؤذنٌ بتغييرٍ من الله سبحانه وتعالى، فتكون هذه البلاد كغيرها من البلدان التي غيَّر الله عليها، وما سمعتموه الآن من الوباء الغامض الذي هلك به كثيرٌ من الناس في أطراف هذه البلاد وحواليها ما هو إلا منذرٌ لأهل الإيمان بأن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى، إنه مرضٌ خفيٌّ لم يتوصل إلى سببه إلا ما يزعمون إنه نوعٌ من الحمى تنقله البعوض إلى الناس. فانظروا يا عباد الله كيف ضعف بنو آدم أمام البعوض؛ إذ سلَّط الله عليهم جندًا من جنوده، ولو كان هذا الجند ضعيفًا كالبعوض فإن الناس لا يستطيعون مقاومته، إنهم يرشون عليه المبيدات بالطائرات ولكنه ينمو ويزيد، وإذا سلطه الله عليهم فلن يستطيعوا الخلاص منه إلا بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ثم إن بعضهم يتبجح بكلماتٍ قبيحةٍ ويقول قضينا على المرض، سيطرنا على المرض، وما أشبه ذلك من
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1598).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد