×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

الألفاظ المحرمة، الواجب على المسلمين أن يتضرعوا إلى الله وأن يتوبوا إلى الله ﴿فَلَوۡلَآ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الأنعام: 43] فالواجب عند نزول مثل هذا المرض وهذا الوباء، الواجب على المسلمين أن يتوبوا إلى الله وأن يتضرعوا إليه ولا بأس أن يتخذوا الوقاية النافعة ولا بأس أن يتداووا بالأدوية المباحة؛ لأن ذلك سببٌ من الأسباب التي أمر الله باتخاذها ولكن أن نعجب بأنفسنا وقوتنا، ونقول: سيطرنا على المرض، قضينا على المرض، قهرنا المرض، إلى آخر العبارات القبيحة التي تُروَّج في بعض الصحف وعند بعض المتكلمين والمذيعين فهذا في الحقيقة يُخشَى على المسلمين من عواقبه الوخيمة. إنه لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ من الله إلا إليه ﴿فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ [الذاريات: 50] لا شك أن هذا المرض إنه بقضاء الله وقدره ﴿وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ [الرعد: 11] فلم يبق إلا التضرع إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتوبة إلى الله عز وجل، والرجوع إليه بالأعمال الصالحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا الجانب ضعف أو عطل في بعض النواحي، وهو مؤذنٌ بالعذاب﴿فَلَوۡلَا كَانَ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِن قَبۡلِكُمۡ أُوْلُواْ بَقِيَّةٖ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡفَسَادِ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتۡرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجۡرِمِينَ [هود: 116] إلى ما ترون من حبس الأمطار وغور الآبار ويبس الأشجار وإصابة الثمار التي لا تخفى عليكم وما هذا إلا مؤذنٌ ونذيرٌ ومنبهٌ لكم لتتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى، ولتتآمروا بالمعروف وتتناهوا عن المنكر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كَلاَّ وَاللهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ السَّفِيهِ وَلَتَأْطُرُنَّ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللهُ قُلُوبَ بَعْضِكُمْ بَعْض، ثُمَّ يَلْعَنَكُمْ كَمَا 


الشرح