×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

لَعَنَهُمْ» ([1])، وقال فيما روي عنه: «مَا ظَهَرَتْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قط حَتَّى أعلنوا بها، إِلاَّ أَخَذَهُمُ اللهُ بالطَّوَاعِين وَالأَْوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلاَفِهِمْ» ([2]). فلنتق الله سبحانه وتعالى، ولنرجع إليه وكلٌّ يحاسب نفسه، فالإنسان يحاسب نفسه وكذلك يقوم على من ولاَّه الله عليه من أهل بيته، ومن هو مسئولٌ عنهم فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويطهر بيته من المعاصي والعصاة فإذا طهرت البيوت طهر المجتمع، وصار ذلك سببًا لزوال العذاب وزوال النكبات التي ما حلت بالمجتمعات إلا بسبب الذنوب والمعاصي، فلنتق الله يا عباد الله، فإن الخطر عظيمٌ وإن البوادر التي ظهرت كلها مؤذنةٌ بما هو أشد منها وأنكى إن لم نتب إلى الله سبحانه وتعالى ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ [التحريم: 6]. فلنتق الله سبحانه وتعالى في أنفسنا، ولا نلق باللائمة على الآخرين، فكلٌّ من الناس يلقي باللائمة على غيره ويقول: الواجب على فلانٍ، والواجب على فلانٍ، نعم كلٌّ عليه واجبٌ، وأنت عليك واجبٌ فلماذا تلقي باللائمة على غيرك وأنت لم تؤد الواجب الذي عليك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة والموعظة فإن كل إنسانٍ مسئولٌ عن رعيته، ومسئولٌ عن نفسه، ومسئولٌ عما كلفه الله به، ولولا يغني أحدٌ عن أحدٍ يوم القيامة، كل يؤخذ بجريرته وكل يؤخذ بذنبه كذلك في الدنيا ﴿فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ [العنكبوت: 40] ما أُخِذَ بذنب غيره بل أُخِذَ بذنبه هو.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4336)، وأبو يعلى رقم (5035)، والطبراني في « الكبير » رقم (10267).

([2])  أخرجه: ابن ماجه رقم (4019)، والحاكم رقم (8623)، والطبراني في « الأوسط » رقم (4671).