×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين -صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه- ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى جعل الليل والنهار خِلفَةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا، فإن الليل والنهار فيهما بركةٌ عظيمةٌ لمن عرف قدرهما وقدر نفسه وقدر حاجته إلى الله سبحانه وتعالى فاستغل ليله ونهاره فيما ينفعه وفيما يصلحه وفيما يجده عند الله سبحانه وتعالى، وقد جاء في الأثر أن هذا الليل والنهار خزانتان تضعون فيهما أعمالكم ثم في يوم القيامة تُفتَح هذه الخزائن، فالمحسنون يجدون في خزائنهم العز والكرامة والمذنبون يجدون في خزائنهم الحسرة والندامة، تضيع هذه الليالي والأيام وهي أنفس وأغلى ما عند الإنسان، تضيع هباءً منثورًا إلا من وفقه الله لاغتنامها، ولو أنها تضيع فقط ربما يهون الأمر على بعض الناس، ولكنها تضيع ويضيع معها مستقبله في الآخرة فلا يجد له زادًا ولا يجد له رصيدًا عند ربه عز وجل إذا قدم عليه، يأتيه بصحائف ملأى بالسيئات والذنوب والمعاصي فيا خيبة الخاسر ويا خيبة من مضت عليه حياته لم يستفد منها إلا الذنوب والمعاصي.

فاتقوا الله عباد الله، واغتنموا هذه الأوقات، اغتنموا حياتكم كلها، واغتنموا أوقات الفضائل فإنها زيادةٌ منحكم الله إياها، زيادةٌ في


الشرح