أعمالكم، فاغتنموا حياتكم وأعماركم، واغتنموا
مواسم الخير التي جعلها الله لكم زيادةً في الأجر وفرصةً للطاعة فلا تضيعوها
باللهو واللعب والغفلة والإعراض، فإنكم -والله- ستندمون عما قريبٍ إذا لم تحفظوا
هذه الليالي والأيام وهذه الساعات والأوقات فيما ينفعكم عند الله سبحانه وتعالى
والسعيد من وعظ بغيره، ولا يغرنكم طول الأمل، فرب مؤملٍ أملاً لا يدركه، فالإنسان
بين ماضٍ لا يستدركه، وماضٍ لا يرجع إليه وبين مستقبلٍ لا يدري ما الله صانعٌ فيه
وإنما له الساعة التي هو فيها الوقت الحاضر، فليبادر بطاعة الله سبحانه وتعالى قبل
أن تقول نفسٌ: ﴿أَن
تَقُولَ نَفۡسٞ يَٰحَسۡرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ
لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ ٥٦ أَوۡ
تَقُولَ لَوۡ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَىٰنِي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ ٥٧ أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ
مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٥٨﴾ [الزمر: 56 - 58].
فاتقوا الله يا عباد الله، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم
قبل أن توزن وتأهبوا للعرض الأكبر على الله ﴿يَوۡمَئِذٖ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِيَةٞ﴾ [الحاقة: 18].
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.
***
الصفحة 2 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد