الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه- وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن للإسلام نواقضًا تُخرِج صاحبها من هذا الإسلام إلى الكفر، وهي نواقض كثيرةٌ
ذكرها أهل العلم، وأخذوها من الكتاب والسنة، أولها وأخطرها: الشرك بالله عز وجل
الشرك الأكبر بجميع أنواعه من دعاء غير الله أو الاستغاثة بغير الله أو الذبح لغير
الله، أو غير ذلك من أنواع العبادة، فمن صرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله،
فإنه يكون مشركًا كافرًا خارجًا من دين الإسلام، وإن كان يتلفظ بالشهادتين، وإن
كان يصلي ويصوم ويحج ويعتمر، إذا كان على شيءٍ من الشرك الأكبر فإن أعماله باطلةٌ
وتعبٌ بلا فائدة قال سبحانه: ﴿وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ
أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٦٥ بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ٦٦﴾ [الزمر: 65، 66] قال سبحانه:﴿وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأنعام: 88] وكذلك من
نواقض الإسلام عدم البراءة من المشركين فإن من لم يتبرأ من المشركين فإنه يكون
منهم كما قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ
بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا
يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [المائدة: 51]، فالواجب على المسلم أن يتبرأ من المشركين، والله قدَّم
الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله تعالى:
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد