×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى واعلموا أن الحج عبادةٌ عظيمةٌ؛ لأنه يجمع بين عبادة المال وعبادة البدن ولأنه يؤتى إليه من مكانٍ بعيدٍ وتتحمل فيه المشاق وقد عدَّه النبي صلى الله عليه وسلم من أنواع الجهاد في سبيل الله لما سئل صلى الله عليه وسلم هَلْ عَلَى النِّسَاءِ مِنْ جِهَادٍ؟ قَالَ: «نَعم عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لاَ قِتَالَ فِيهِ، الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ» ([1]). وقال جل وعلا:﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ [البقرة: 197] فالحاج إذا تلبَّس بالإحرام فإنه يكون في عبادةٍ فعليه ألا يُدخِل في هذه العبادة ما يخلُّ بها من الرفث وهو الجماع ودواعيه من النظر واللمس والقبلة وغير ذلك من أنواع الاستمتاع، حتى ولو لم يكن ذلك مع المرأة مباشرةً حتى ولو كان النظر في شاشة التليفزيون أو إنترنت يرى فيه النساء الكاسيات العاريات هذا من الرفث فعليه أن يتجنبه﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ [البقرة: 197]، والفسوق هو المعاصي بجميع أنواعها سميت فسوقًا؛ لأن الفسق هو الخروج من الشيء والمعاصي خروجٌ من طاعة الله فسميت بالفسوق﴿وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ [البقرة: 197] لا يشغل الإنسان نفسه بالمخاصمة مع الناس هذا كذا وذا كذا، ويقول الآخر:


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (2901)، وأحمد رقم (25322).