لا. ما هو بكذا يتجادلون، هذا الجدال إذا كان لغير فائدةٍ فإنه لا يجوز في
جميع الأحوال وفي حالة الإحرام أولى، الجدال الذي ليس فيه فائدةٌ أو فيه فائدةٌ دنيويةٌ
هذا يترك، وأما الجدال الذي هو لرد باطلٍ أو لنصرة حقٍّ فهذا واجبٌ قال جل وعلا: ﴿وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ
أَحۡسَنُۚ﴾ [النحل: 125]، وهذا لأهل العلم وأهل البصيرة، وقال النبي صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ
كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» ([1]). إذا حجَّ حجًّا مبرورًا لم يحصل فيه رفثٌ ولا فسوقٌ وأكمل مناسكه على ما
أمر الله خالصًا لوجه الله ليس فيه رياءٌ ولا سمعةٌ ولا شركٌ ولا بدعةٌ، فإنه يرجع
مغفورًا له ليس عليه ذنبٌ من الذنوب كحالته يوم ولدته أمه، يوم ولدته أمه ليس عليه
ذنوبٌ والحاج إذا أتى بالحج على الوجه المشروع خالصًا لوجه الله فهذه ولادةٌ
جديدةٌ يرجع منه كيوم ولدته أمه ليس عليه ذنوبٌ، وهذا فضلٌ عظيمٌ لمن وفقه الله
سبحانه وتعالى، وقال: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ
الْجَنَّةَ» ([2]) ليس له جزاءٌ عند الله إلا الجنة التي هي أعظم المطالب، فالله يعطي الجنة
بما فيها من النعيم والسرور والخلود لمن حجَّ حجًّا مبرورًا، والحج المبرور هو
الذي يُؤدى على الوجه المشروع من غير نقصٍ ويكون خالصًا لوجه الله كما قال تعالى:﴿وَأَتِمُّواْ
ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ﴾ [البقرة: 196]، فمن أتم الحج والعمرة لله حجه
مبرورٌ وجزاؤه موفورٌ، جزاؤه الجنة هذا فضلٌ عظيمٌ لمن وفقه الله سبحانه وتعالى،
ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1723) ومسلم رقم (1350).
الصفحة 2 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد