الخطبة
الثانية
﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ
ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ١ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ
٢ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣﴾[الفَاتِحَة: 1-3]، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد الحق المبين، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم
تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى، عظَّموا شهركم كما
عظَّمه الله وقدموا فيه لأنفسكم ما تجدونه مدخرًا عند الله وأنتم أحوج إليه من كل
شيءٍ ﴿يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡٔٗاۖ وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَئِذٖ
لِّلَّهِ﴾
[الانفطار: 19]، يا أئمة المساجد اجتهدوا في قيام هذه الليالي المباركة من شهر
رمضان، اجتهدوا في قيامها على الوجه المشروع من أجل أن تفيدوا أنفسكم، وتفيدوا من
وراءكم من المصلين ولا تحرموهم من هذا الأجر العظيم، لا تحرموا أنفسكم وتحرموا
جماعاتكم وتتهاونوا بقيام رمضان أو تنشغلوا بالجدال والقيل والقال والاجتهادات
الخاطئة، والخلافات التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها، صلوا كما يصلي المسلمون في
هذه البلاد من قديم الزمان ولا تحدثوا في صلاة التراويح آراءً واجتهاداتٍ من عند
أنفسكم، أو من عند فلانٍ وعلانٍ، أيها المؤذنون تقيدوا بالأوقات، أوقات السحر
وأوقات الإفطار، فإنكم مسئولون أمام الله سبحانه وتعالى، وأن الناس يأكلون بأذانكم
ويقلدونكم فيصومون على الأذان ويفطرون على الأذان، فتقيدوا بالوقت، واحرصوا كل
الحرص على أن يكون أذانكم
الشرح