×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ السُّحْت فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ» ([1]). وسمعتم الحديث في الرجل الذي يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، هذه كلها أسبابٌ للإجابة، أولاً: إنه مسافرٌ، والمسافر مظنةٌ لإجابة الدعوة، وثانيًّا: إنه أشعث أغبر، وثالثًا: إنه يمد يديه إلى السماء إلى ربه، وهذا من أسباب الإجابة، رابعًا: إنه يكرر ويقول يا رب، يا رب، وهذا من أسباب الإجابة ومع ذلك كله تُغلَق دونه أبواب الإجابة لماذا؟ لأنه يأكل الحرام ويشرب الحرام ويتغذى بالحرام ويلبس الحرام، فما بالكم بالذين كل كسبهم أو غالب كسبهم من الحرام؟ يأكلون ويشربون ويتغذون منه قد حيل بينهم وبين قبول الدعاء، وصار بينهم وبين الله حجابٌ بسبب أفعالهم القبيحة ومكاسبهم الخبيثة، كذلك أيها المسلمون، المال الحرام إن أكله صاحبه أكل حرامًا، وإن تصدق منه لم يُقبَل منه «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا» ([2])، وإن تركه وراءه صار


الشرح

([1])  أخرجه: الحاكم رقم (7162)، والطبراني في « الكبير » رقم (298).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1015).