الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا أن النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمنٍ لا يجتمع النفاق الأكبر مع الإيمان أبدًا، ولكن هناك نفاقٌ عمليٌّ أصغر قد يصدر من بعض المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ واحدةٌ مِنْهُنَّ، كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا» ([1]). فالنفاق العملي يجتمع مع الإيمان فيكون في بعض المؤمنين نفاقٌ عملي لا يُخْرِج من الملة ولكن ينقص الإيمان، وهو أيضًا وسيلةٌ إلى النفاق الأكبر وطريقٌ إلى النفاق الأكبر، وقال صلى الله عليه وسلم: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ؛ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ» ([2]) فلنحذر من هذه الخصال «إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ» يستعمل الكذب ولا يستعمل الصدق هذا من صفات المنافقين، فعلى المسلم أن يتجنب الكذب في حديثه، ولا يحدِّث إلا بما هو صدقٌ وأن يترك كثيرًا مما يسمع خشية أن يكون من الكذب، ولا يحدِّث إلا بما يعتقد أنه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (34)، ومسلم رقم (58).
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد