×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

صدقٌ وفيه منفعةٌ للمسلمين، ويمسك عن كثيرٍ من الكلام والأخبار التي تُروَّج وفيها إرجافٌ، وفيها تخذيلٌ للمسلمين «إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ» وأعظم ذلك الكذب على الله، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ [الصف: 7]، فيفتي في الأحكام الشرعية مخالفًا لكتاب الله وسنة رسول الله، ويقول هذا هو حكم الله، وهذا هو حكم رسول الله فيكذب على الله، وكذلك الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن يروي عن الرسول حديثًا مكذوبًا موضوعًا ويروج الأحاديث الضعيفة والأحاديث الموضوعة إذا كانت تتوافق مع هواه ويكذِّب بالأحاديث الصحيحة الثابتة إذا كانت تخالف هواه، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» ([1]). وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ([2]). وكذلك يكذبون على الناس في أخبارهم وفي معاملاتهم وفي صداقتهم فيكذبون على الناس، ويخدعونهم، وهذا من صفات المنافقين «وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ» إذا وعد أحدًا موعدًا أخلفه، ولم يف بموعده. هذه من صفات المنافقين، أما المؤمن فإنه إذا وعد فإنه يصدق، ويأتي على الموعد أو يعتذر إذا عرض له شيءٌ يمنعه من الحضور مع الموعد يعتذر إلى صاحبه، أما أن يخدع ويعد ثم يخالف هذه من صفات المنافقين «وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» إذا اؤتمن على مالٍ أو اؤتمن على سرٍ من الأسرار أو اؤتمن على عملٍ وظيفي للمسلمين فإنه يخون في ذلك، ولا يفي بالأمانة والله جل وعلا أمر بحفظ الأمانات


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (110)، ومسلم رقم (3).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2662)، وابن ماجه رقم (38)، وأحمد رقم (903).