في التمسك
بالكتاب والسنة
والتحذير من البدع
الحمد لله على فضله وإحسانه. أكمل لنا الدين وأتمَّ علينا النعمة ورضي لنا
الإسلام دينًا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته
وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله لا خير إلا دلَّ الأمة عليه ولا شرَّ
إلا حذرها منه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس اتقوا الله تعالى، واشكروه على نعمة الإسلام قال
الله جل وعلا: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3] هذه الآية فيها أن الله سبحانه
وتعالى رضي لنا هذا الدين فعلينا أن نرضى بما رضي الله لنا وألا نتنكر لديننا
ونعرض عنه فنُسلب هذه النعمة العظيمة، نعمةٌ تامةٌ ولا نقص فيها ﴿ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ﴾ فهو دينٌ كاملٌ وشاملٌ لمصالح البشرية منذ بعث الله رسوله صلى الله عليه
وسلم إلى أن تقوم الساعة. كانت البشرية قبل بعثته صلى الله عليه وسلم في ضلالٍ
دامسٍ، في جاهليةٍ جهلاء وضلالةٍ عمياء في عقائدهم وعباداتهم وفي معاملاتهم وفي
جميع شئونهم، كانوا في ضلالٍ مبينٍ فمنَّ الله على البشرية ببعثة هذا الرسول صلى
الله عليه وسلم وجعله رحمةً للعالمين، كما قال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وهو منةٌ على المؤمنين ﴿لَقَدۡ
مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ
أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ
وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164] فقام صلى الله عليه وسلم بالدعوة
إلى الله، وبقي في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس
الشرح