إلى التوحيد وإلى إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه ولقي في سبيل الله ذلك ما لقي من أشد الأذى من المشركين وصبر ثم إن الله جل وعلا فرض عليه الصلوات الخمس قبل الهجرة في آخر مدته في مكة فرض الله عليه الصلوات الخمس في اليوم والليلة ليلة المعراج، لما عرج به صلى الله عليه وسلم إلى السماء فرض الله عليه الصلوات الخمس فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة ثم إن الله أذن له وللمسلمين بالهجرة إلى المدينة فلما استقر في المدينة فرضت الزكاة التي هي قرينة الصلاة ثم فرض الصيام صيام شهر رمضان ثم فرض الجهاد في سبيل الله ثم فرض الحج إلى بيت الله الحرام وبذلك تكاملت أركان الإسلام فأنزل الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة يوم الجمعة في حجة الوداع أنزل الله عليه هذه الآية ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3] ثم إنه صلى الله عليه وسلم بقي بعد نزول هذه الآية واحدًا وثمانين يومًا ثم توفَّاه الله ولحق بالرفيق الأعلى وترك الأمة على هذا الدين وتركها على المحجَّةِ البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالكٌ. وقال: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي» ([1])، وَعَظ صلى الله عليه وسلم أصحابه بعد صلاة الفجر موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقالوا: يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا. قال: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ
([1]) أخرجه: الدارقطني رقم (4606)، والبزار رقم (8993).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد