مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]) فهذا الدين ولله الحمد كاملٌ تامٌّ لا يحتاج إلى زيادةٍ فلا يجوز أن يزاد عليه ولا يجوز أن ينقص منه بل هو دين الله عز وجل الذي رضيه للمسلمين، فيجب على المسلمين أن يتمسَّكوا بهذا الدين، وأن يحافظوا عليه وأن يتجنبوا البدع، والبدعة هي ما زيد في الدين مما ليس هو منه من العبادات أو الأذكار أو غير ذلك من أنواع التقرب الذي لم يشرعه الله ولا رسوله فإنه بدعةٌ، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]) وفي رواية: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([3]) ولو كانت نية صاحب البدعة حسنةً ويريد الأجر فإن النية لا تسوغ للإنسان أن يزيد في الدين ما ليس منه. فإنه يكون مبتدعًا ضالًّا كما قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([4]). هذا الدين فيه البركة وفيه الخير وفيه الكفاية فليس بحاجةٍ إلى أن يزيد عليه أو ينقص منه، والذي عنده رغبة في الخير ومحبة للعبادة يجدها في هذا الدين الكامل الشامل. ولا يذهب إلى إحداث شيءٍ لم يشرِّعه الله ولا رسوله. أو يقتدي بفلانٍ أو علانٍ ممن ابتدع في دين الله ما ليس منه فإن القدوة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الحشر: 7] إن كثيرًا ممن زين لهم الشيطان البدعة والمحدثات صاروا يدعون إلى البدعة ويتلمسون لها الأدلة ولو كانت أدلة باطلة
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد