اختُرِعَت من عند أنفسهم وكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها. لكن لا يهمهم هذا ما دام أنها توافق أهواءهم فإنهم يعتبرونها أدلة صحيحة ويتركون الأدلة الثابتة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويذهبون إلى الشبهات وإلى الأحاديث المكذوبة والموضوعة والأحاديث الضعيفة فيبنون منها حجةً ويقيمون منها دينًا يتدينون لله به، هذه طريقتهم كفى الله شرهم وردَّ كيدهم في نحورهم فإن هذا الدين لا يزال يُكاد له من أعدائه الكفرة ومن المنافقين ومن المبتدعة ولكن يأبى الله ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطۡفُِٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 32]. فعلى المسلمين أن ينتبهوا ويحذروا من البدع جميعًا لا خير فيها، وأي فعلٍ وأي قولٍ ليس به دليلٌ من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه بدعةٌ ومحدث في دين الله عز وجل ولو فعله من فعله أو قاله من قاله. فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو المبلغ عن الله عز وجل ولم يترك شيئًا من الدين إلا بينه لأمته ولما تكامل البيان وتكامل الإسلام وتكامل الدين انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه وأوصى الأمة في أن تتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله وحذرهم من البدع والمحدثات وأخبر أنها ضلالة وأخبر أنها في النار وأخبر أنها لا خير فيها، وليس هناك بدعة حسنة كما يقول أهل الضلال وإنما كل البدع كلها ضلالة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]) ليس هناك بدعةٌ حسنةٌ كما يقولون، فعلى المسلمين أن ينتبهوا إلى هذا الخطر العظيم، والمبتدعة اليوم قائمون على أشدهم يروجون البدع ويدعون إليها ليلاً ونهارًا خصوصًا لما جاءت وسائل
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد