×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

في أهمية الصلاة

الحمد لله على فضله وإحسانه، جعل الصلاة عمود الإسلام وأحد مبانيه العظام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ [الرحمن: 78]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله من بين سائر الأنام صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام وسلم تسليمًا كثيرًا.

·       أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وجاء في الأثر: إذا أردت أن تعرف قدر الإسلام عندك فانظر إلى قدر الصلاة عندك. وهذه الصلوات الخمس لها فضائلٌ عظيمةٌ، مما يدل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى فرضها على المسلمين قبل الهجرة، فصلاَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة، وأما بقية شرائع الإسلام فلم تُفرض إلا بعد الهجرة إلى المدينة، ومن ذلك أن الله فرضها على نبيه وعلى أمته ليلة المعراج فوق سبع سماواتٍ، وبقية الشرائع كانت تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريلٍ وهو في الأرض.

ومما يدل على فضل الصلوات الخمس أن الله كررها في اليوم والليلة خمس مراتٍ لحاجة العباد إليها، ومما يدل على فضلها أن الله سبحانه وتعالى شرط لها شروطًا لا تشترط في سائر العبادات، فمن ذلك أنه شرط لها الطهارة، وشرط لها ستر العورة، وشرط لها استقبال القبلة مما يدل على عظمتها ومكانتها عند الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك أن الله أمر ببناء


الشرح