×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 في التحذير من النفاق

الحمد لله، أمر بالإيمان وحذَّر من النفاق، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له شهادةً تنجي قائلها يوم التلاق، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله وكونوا مع الصادقين، كونوا مع الصادقين مع الله في إيمانهم وعقيدتهم، وكونوا مع الصادقين مع المؤمنين في معاملاتهم وفي جميع شئونهم، فإن الله سبحانه وتعالى توعد المنافقين بأشد الوعيد فقال الله سبحانه: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا ١٤٢ مُّذَبۡذَبِينَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا ١٤٣ [النساء: 142، 143]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٦٧ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ هِيَ حَسۡبُهُمۡۚ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّقِيمٞ ٦٨ [التوبة: 67، 68] النفاق يا عباد الله هو إظهار الخير وإبطان الشر إظهار الإيمان وإبطان الكفر هذا هو النفاق الأكبر وهو النفاق الاعتقادي يلجأ إليه هؤلاء المخادعون من أجل أن يعيشوا بين المسلمين، ويبقوا على كفرهم في الباطن وتنكشف سرائرهم عند أي حدثٍ أو أي مناسبةٍ، ولذلك فضحهم الله سبحانه وتعالى في كتابه، وأنزل فيهم سورةً تنبئهم بما في


الشرح