×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 قلوبهم، أنزل فيهم سورة براءةٍ، سورة التوبة فكشف سرائرهم، وفضح ما في ضمائرهم وجلَّى أمورهم وأنزل فيهم سورة (المنافقون)﴿إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ [المنَافِقون: 1]، وأنزل فيهم كثيرًا من الآيات، وذلك لخطرهم على المسلمين وفي هذه الآية يقول سبحانه: ﴿ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ [التوبة: 67]، بيَّن سبحانه أن النفاق يكون في الرجال ويكون في النساء ﴿بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ [التوبة: 67]، أي (ينضم بعضهم إلى بعضٍ)؛ لأن الطيور على أشباهها تقع؛ ولأن الشكل ينضم إلى شكله فبعضهم من بعضٍ هذه صفتهم لا ينحازون إلى المؤمنين، وإنما ينحازون إلى أمثالهم وأشباههم من أهل النفاق والكفر دائمًا وأبدًا، هذه صفتهم ﴿يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ [التوبة: 67]، وهو كل معصيةٍ لله ولرسوله فهم دائمًا يدعون إلى المعاصي، يدعون إلى الفسوق يدعون إلى الكفر بالله سبحانه وتعالى، ويشككون في آيات الله ويشككون في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل يستهزئون بالله وآياته ورسوله، ويقولون إنما كنَّا نخوض ونلعب. وكذلك من أمرهم بالمنكر أنهم يدعون المسلمين دائمًا وأبدًا إلى مخالفة الشرع يأمرون النساء بالسفور وهتك الحجاب، ويقولون: إن الحجاب رجعيةٌ، وإنه تحجرٌ، ويأمرون المرأة بأن تنساب مع الكافرة، وتأخذ أخلاق الكافرات هذا في كل زمانٍ ومكانٍ، وفي وقتنا هذا الأمر على أشده اتخذوا النساء مطيةً لهم في إظهار نفاقهم وكفرهم، يدعون النساء دائمًا وأبدًا إلى التمرد على آداب الإسلام في صحفهم ومجلاتهم ومحاضراتهم، وفي مؤلفاتهم وفي مجالسهم ديدنهم أن يخرجوا المرأة المسلمة من حشمتها ووقارها، وأن يجعلوها كالرجل مسترجلةً ملعونةً لا تقرُّ أعينهن إلا بذلك، تسوءهم أن يروا المسلمة متحجبةً ومتعففةً


الشرح