وصيِّنةً وكريمةً يسوءهم ذلك، وكذلك يأمرون بالمعاصي يأمرون بترك الصلاة وترك الجمع والجماعات ويقولون: إن هذه قشورٌ وهذه عاداتٌ وتقاليدٌ بالية. الإيمان بالقلب وليس في الصلاة فيزهدون في الصلاة: ﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ﴾ [النساء: 142]، فهم لا يحبون الصلاة وإنما يأتونها من باب التقية ومن باب الخداع يأتونها بأبدانهم لا بقلوبهم ويتأخرون عن صلاة الجماعة. يكثر تأخرهم قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أَثْقَلَ صَلاَة عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ وَ صَلاَة الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا، لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» ([1]) قال عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافقٌ معلوم النفاق. فهم يأمرون بالمنكر، يأمرون بترويج المعاصي وترويج المخالفات، وينهون عن المعروف، يحذرون من الطاعات ويحذرون من التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يدعون إلى تحكيم القوانين ونبذ الشريعة، وإن هذا من التقدم والرقي ومجاراة الأمم وأن التمسك بالكتاب والسنة، وأن تحكيم الشرع رجعيةٌ وجمودٌ وتأخرٌ، وأن الخروج عن أحكام الشرع جريمةٌ في الرأي وأنه مفخرةٌ وفريةٌ ومن احترام الرأي الآخر، وعدم التحجُّر، هكذا يقولون تقرأون هذا في مقالاتهم، وتسمعونه في إذاعاتهم، ويظهر على ألسنتهم في المجالس دائمًا وأبدًا ﴿يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ﴾ [التوبة: 67]، هذه صفتهم اللازمة لهم إلى أن تقوم الساعة، ولكن هذه الصفة تظهر حينما تحصل الهزات، تحصل الامتحانات للمسلمين، فإن المنافقين يظهرون بما عندهم من الكفر والنفاق، ويفرحون على المسلمين بالنقيصة ﴿إِن تُصِبۡكَ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡۖ وَإِن تُصِبۡكَ مُصِيبَةٞ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (651).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد