×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 يَقُولُواْ قَدۡ أَخَذۡنَآ أَمۡرَنَا مِن قَبۡلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمۡ فَرِحُونَ [التوبة: 50] نحن ما صدقنا بهذا الرسول ولا صدقنا بما جاء به ﴿وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمۡ فَرِحُونَ [التوبة: 50] بما أصاب الرسول وأصاب المسلمين، هذه صفة المنافقين دائمًا وأبدًا ﴿يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ [التوبة: 67]، ﴿وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ [التوبة: 67]، عن الصدقات فلا يتصدقون، لا يخرجون الزكاة التي أوجبها الله في أموالهم، ولا يتبرعون للمحتاجين والمعوزين، ولا يقيمون المشاريع الخيرية التي ينتفع بها المسلمون ﴿وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ [التوبة: 67]، عن الإنفاق في سبيل الله، وإن أنفقوا فإنهم لا ينفقون إلا وهم كارهون ﴿نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ [التوبة: 67]، هذه صفتهم أيضًا أنهم ينسون ذكر الله كما قال جل وعلا: ﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا [النساء: 142]، فمن صفات المنافقين أنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً، وبألسنتهم دون قلوبهم ﴿نَسُواْ ٱللَّهَ [التوبة: 67]، فلا يذكرونه سبحانه وتعالى فنسيهم الله، عاقبهم الله، وتركهم في العذاب، وتركهم فيما هم عليه من الريب والشك والتردد والحيرة وظلمة القلوب، تركهم سبحانه وتعالى في ذلك عقوبة لهم، نسيهم في الدنيا بأن تركهم على ما هم عليه من هذه الخصال القبيحة الذميمة، وينساهم في الآخرة أي يتركهم في النار خالدين مخلدين فيها، وليس في النار مع سائر أهل النار، وإنما يكونون في الدرك الأسفل من النار تحت عبدة الأوثان هم في آخر دركٍ من النار، والعياذ بالله، لماذا؟ لأن الكفار صرَّحوا بكفرهم، وعرفهم المسلمون، فأخذوا حذرهم منهم أما المنافقون فإنهم خدعوا المسلمين واندمجوا في مجتمعهم، وتعاملوا معهم على أنهم مسلمون، وهم 


الشرح