يخادعون الله والذين آمنوا ﴿وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ
وَمَا يَشۡعُرُونَ﴾[البقرة:9]، فلذلك كانت منزلتهم في النار أسفل منزلة والعياذ بالله ﴿فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ
مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِيرًا﴾ [النساء: 145] هذه عاقبتهم في الآخرة وهذه
عقوبتهم والعياذ بالله أشد من عقوبة الكفار، وأشد من عبدة الأوثان؛ لأن المنافقين
تظاهروا بالإسلام خداعًا، ومكرًا، وغرورًا بالمسلمين، فالكفار الأصليون، أحسن
حالاً منهم؛ لأنهم صرَّحوا بكفرهم فعرفهم المسلمون وأما أولئك فهم عدوٌّ باطني كما
قال الله سبحانه وتعالى فيهم ﴿هُمُ ٱلۡعَدُوُّ
فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ﴾ [المنافقون: 4]، فلنحذر يا عباد الله من النفاق،
ولنحذر من المنافقين لا ننخدع بهم أو نستمع لكلامهم، وإنما نرجمهم رجم الشياطين،
كما رجمهم الله سبحانه وتعالى بالآيات البيِّنات، وفضحهم وهتك أستارهم ﴿هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ
قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ﴾ [المنافقون: 4]، فالواجب على المسلمين أن يصدقوا
في إيمانهم مع الله سبحانه وتعالى ظاهرًا وباطنًا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، والواجب على
المؤمنين أن يحذروا من أعدائهم، الأعداء الظاهرين وهم الكفار والمشركون، والأعداء
الباطنين وهم أشد وهم المنافقون الذين يندسُّون بين صفوف المسلمين، ويأخذون أسرار
المسلمين، ويفشونها لأعدائهم ويتربَّصُون بالمسلمين الدوائر دائمًا وأبدًا،
فالنفاق آفةٌ خطيرةٌ ما كان النفاق موجودًا في العصر المكي لما كان المسلمون
مضطهدين من الكفار في مكة، وكان لا يسلم في مكة إلا من هو صادق الإسلام، صادق
الإيمان، صابرٌ على البلاء، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وحصلت
له دارٌ وحصل له أنصارٌ ثم كانت غزوة بدرٍ فنصر الله المسلمين فيها على صناديد
الكفر، حين ذلك
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد