×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله واعلموا أن الإسلام كثير الشُّعب وكثير الأعمال وافر الخير له أركانٌ خمسةٌ قال: «والإِْسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([1])، والإسلام كل الطاعات، قال الله تعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ [البقرة: 208]، أي في الإسلام ولا تأخذوا بعضه وتتركوا البعض الآخر، فالإسلام يتكون من أركانٍ ويتكون من مكمِّلاتٍ لهذه الأركان من واجباتٍ ومستحباتٍ من فعل الطاعات وترك المحرمات قال: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» ([2])، فالإسلام أعمالٌ كثيرةٌ وعلى المسلم أن يأتي من هذه الأعمال بما يستطيع ولا يقتصر على جانبٍ من جوانب الإسلام ويترك الجانب الآخر وهو يقدر وهو يستطيع بل عليه أن يأتي بما يستطيع يقول الله جل وعلا ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]، وكل ما يستطيعه الإنسان من فعل الخير ومن ترك الشر والمعاصي فإنه مكلفٌ به وهو من الإسلام.

ثم اعلموا رحمكم الله أن خير الحديث كتاب الله....

***


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (10)، ومسلم رقم (40).