×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

فلنتق الله يا عباد الله، ولنبادر إلى التوبة ومحاسبة النفوس، والقيام على من تحت أيدينا بطاعة الله عز وجل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإخلاء البيوت من المنكرات التي تسري إليها وتدخلها من حدبٍ وصوبٍ إذا غفل القائمون عليها وضيعوا أمانتهم. فاتقوا الله عباد الله، وحاسبوا أنفسكم وارجعوا إلى ربكم وتوبوا من ذنوبكم قبل أن يحل بنا ما حلَّ بالأمم الأخرى. قبل أن تزول هذه النعمة، قبل أن نصبح كما وقع غيرنا بالتشريد والجوع والأمراض والحروب الطاحنة والحوادث المروعة فإن الله سبحانه وتعالى يغار: «لاَ أَحَد أَغْيَر مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُه» ([1]). إن الله جل وعلا يمهل ولا يهمل حليمٌ لا يعجل ولكنه إذا أخذ القرى بظلمٍ فإن أخذه أليمٌ شديدٌ، فتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون، حاسبوا أنفسكم وتناصحوا فيما بينكم وليأخذ بعضكم على يد بعضٍ بطاعة الله والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فإن هذا واجبٌ على الجميع، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَانِ» ([2]) فلم يعف الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر أحدًا، ولكنه بيَّن أن كل واحدٍ يقوم بما يستطيع، وآخر المراتب أن يزيله بقلبه وإذا أنكره بقلبه فإنه يبغض الشر وأهله، ويبتعد عنهم ولا يتركهم في بيته أو تحت يده بل يبتعد عنهم، ويخلي بيته منهم إذا عجز عن إصلاحهم وإلا فإن العقاب يعمُّ الجميع يعُمُّ الصالح والطالح،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (901).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (49).