من الناس اليوم إلا من رحم الله لا يبالون
بالأمانات. فاتقوا الله عباد الله وعظموا شأن الأمانة لأن بعض الناس يظنون أن
الأمانة هي الوديعة، إذا أودعت عند إنسانٍ مالاً يسمى هذا هو الأمانة، ولا يدري أن
الأمانة عامةٌ في كل ما كلفك الله به، والوديعة قسمٌ ضئيلٌ منها. الأسرار التي
يستحفظك عليها صاحبها أمانةٌ لا يجوز لك إفشاؤها إذا أفضى إليك أخوك بسرِّ فلا
تُفْشِه، لأنه أمانةٌ عندك فإذا أفشيته فقد خنت الأمانة، إذًا فالأمانة عامةٌ
وواسعةٌ، وكلٌّ محملٌ بحملٍ ثقيلٍ منها حملٌ أشفقت منه الأرض والسماوات والجبال
أنت متحملٌ له ﴿وَحَمَلَهَا
ٱلۡإِنسَٰنُۖ﴾ [الأحزاب: 72] تذكر هذا! أنت إنسانُ فمعناه أنك متحملٌ لهذه الأمانة التي
أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها، خفن منها، كثيرٌ منا لا يخاف
من الأمانة بل يعتبرها شيئًا، ويفرح إذا حصل عليها لأجل أن يخون فيها ويغدر فيها،
ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
الصفحة 2 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد