×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ [التوبة: 36]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ الله السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ»([1]). والشهر يتكون من سير القمر في منازله التي قدرها الله له، كما قال سبحانه: ﴿هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمۡسَ ضِيَآءٗ وَٱلۡقَمَرَ نُورٗا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ يُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ ٥ إِنَّ فِي ٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَّقُونَ ٦ [يونس: 5، 6]، وقال سبحانه: ﴿وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ ٣٩ لَا ٱلشَّمۡسُ يَنۢبَغِي لَهَآ أَن تُدۡرِكَ ٱلۡقَمَرَ وَلَا ٱلَّيۡلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِۚ وَكُلّٞ فِي فَلَكٖ يَسۡبَحُونَ ٤٠ [يس: 39، 40]، سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال القمر يبدو ضعيفًا ثم يكبر ثم يعود ضعيفًا كما كان، فأنزل الله سبحانه﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ [البقرة: 189]، فالله سبحانه وتعالى جعل هذه الشهور مقدرةً بمنازل القمر وتُعرَف بظهور الهلال في بداية الشهر وبظهوره في نهاية الشهر، فالشهر هو ما بين الهلالين وتسمى بالأشهر القمرية والأشهر العربية وهي التي نزل بها القرآن، ومضت فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان العرب يؤرخون بالحوادث والأيام التي تكون بينهم كحادث الفيل وغيره من أيام الحروب، ويوقتون بها معاملاتهم ويعرفون بها عدد السنين وكان للروم تاريخٌ يصطلحون عليه وللفرس تاريخٌ يصطلحون عليه وللإفرنج تاريخٌ يصطلحون عليه، فلما كان في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه كانت تأتيه كتبٌ من عماله مؤرخةً باسم الشهر ولا يدري هذا الشهر من أي سنةٍ فجمع عمر رضي الله عنه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاستشارهم في وضع تاريخٍ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3025)، ومسلم رقم (1679).