للمسلمين يعرفون به سنتهم، ولا يعرفون به آجال معاملاتهم فأجمع رأيهم على أن يضعوا التاريخ من بداية هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم. فأمضاه عمر رضي الله عنه وبقي التاريخ الهجري في المسلمين إلى يومنا هذا، وسيظل إن شاء الله؛ لأن الهجرة حدثٌ عظيمٌ في الإسلام فهي أعظم حدثٍ في الإسلام بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الله نصر بهذه الهجرة دين الإسلام وأعز بها المسلمين وقامت بها دولة الإسلام، وقامت بها راية الجهاد في سبيل الله عز وجل وصار للمهاجرين فضلٌ على غيرهم من الأنصار وسائر المسلمين، ولهذا يرد ذكر المهاجرين في القرآن مثل ذكر الأنصار لما للمهاجرين من الفضل على غيرهم؛ لأنهم تركوا أوطانهم وأولادهم وأموالهم طاعةً لله سبحانه وتعالى، وفرارًا بدينهم كما قال الله سبحانه وتعالى ﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ﴾ [الحشر: 8]، فلذلك اتفق رأي الصحابة على أن تكون هذه الهجرة هي بداية تاريخ المسلمين؛ لأنها حدثٌ عظيمٌ، والهجرة هجرتان هجرةٌ من الذنوب والمعاصي إلى الطاعات قال صلى الله عليه وسلم: «الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ» ([1]). وقال سبحانه ﴿وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ﴾ [المدثر: 5] الرجز: «الأصنام» ، وهجرتها تركها، والنوع الثاني: الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام لأجل الفرار بالدين كما فعل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد خرجوا من ديارهم، وخرج فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكة أحب البلاد إلى رسول الله، وأحب البلاد إلى المسلمين، ولكنهم تركوها فرارًا بدينهم لما كانت تحت وطأة الكفار فدلَّ هذا على أنه يجب على المسلم أن يعتز بدينه وأن يحافظ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (10)، ومسلم رقم (40).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد