×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 بالأمراض الفتاكة، والأوجاع المؤلمة والموت المفاجئ كما تشاهدون اليوم مما حلَّ بالعالم من النكبات والأمراض المستعصية التي لم تكن في أسلافهم، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وأقرب ما ترونه هذا المرض الذي حدث في أطراف المملكة، ولا يزال يسير فيها ويزيد، فإن لم تتوبوا إلى الله وترجعوا إليه فإنه يُخشَى أن يعم هذا المرض جميع أرجاء المملكة أو ما هو أشد منه، فإنه نذيرٌ مبينٌ فاتقوا الله وتوبوا إليه، وارجعوا إليه وحاسبوا أنفسكم، فإن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، ولكنه سبحانه وتعالى يمهل عباده لعلهم يتوبون إليه وينيبون إليه، وكذلك للذنوب تأثيرٌ في البلدان بالخراب والدمار وحبس الأمطار كما ذكر الله سبحانه وتعالى عن الأمم السابقة، عن قوم نوحٍ وعادٍ وثمود والذين من بعدهم، فما الذي أغرق أهل الأرض حتى علا الماء رؤوس الجبال، وما الذي أرسل الريح العقيم على عادٍ فأصبحوا لا يُرَى إلا مساكنهم، وما الذي أرسل الصيحة على ثمود فكانوا كهشيم المحتظر؟ وما الذي أرسل الظُلَّة على قوم شعيب حتى ظللهم سحاب أسود فخرجوا يرجون المطر فأمطر الله عليهم نارًا تلظى؟ وما الذي خسف بقوم لوطٍ فرفع ديارهم إلى عنان السماء ثم نكسها عليهم وأتبعهم بحجارةٍ من سجيلٍ؟ وما الذي أغرق قوم فرعون؟ وما الذي حلَّ بالأمم السابقة؟ أليست هي الذنوب والمعاصي؟ وما الذي أنزل آدم عليه السلام من الجنة، وأهبطه إلى الأرض إلا ذنبٌ واحدٌ وقع منه عليه السلام ولكنه لما تاب، تاب الله عليه، وما الذي طرد إبليس من الملإ الأعلى وجعله طريدًا لعينًا قوَّادًا إلى كل فتنةٍ قوَّادًا إلى كل فاحشةٍ إلا أنه أبى أن يسجد لآدم كما أمره الله سبحانه وتعالى:

تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي *** درج الجنان بها وفوز العابد

ونسيت أن الله أهبط آدمًا *** منها إلى الدنيا بذنبٍ واحدٍ


الشرح