فاتقوا الله عباد الله، وحاسبوا أنفسكم، وتجنبوا أسباب المعاصي التي توقعكم فيها، ومن أعظم أسباب المعاصي أكل الحرام، فإن آكل الحرام يتجرأ على معاصي الله؛ لأنه يتغذى تغذيةً خبيثةً فتؤثر في قلبه وتؤثر في جسمه وتُعمي بصيرته، ولا يأنف من فعل المعاصي وفعل الفواحش وكذلك المعاصي تسبب مخالطة الأشرار ومجالسة الفجار، فإن للجليس تأثيرًا على جليسه:

إذا صحبت قومًا فاصحب خيارهم *** ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى

فعليكم باختيار الجلساء الصالحين، وفروا من جلساء السوء الذين يجرونكم إلى الإثم والعدوان وما أكثرهم -لا أكثرهم الله- خصوصًا في هذا الزمان، وكذلك من أسباب الوقوع في المعاصي ومن أكبرها ما حدث في هذا الزمان من وسائل الإعلام المفسدة المدمرة التي تدمر العقيدة، وتدمر الأخلاق، وتدمر القلوب، هذه الآلات الخبيثة التي ينصبها كثيرٌ من الناس على أسطحهم أو هذا المسمى بالإنترنت الذي يجلب المحطات الخبيثة في مختلف العالم بما فيها من عهرٍ وفجورٍ وعري وإباحيةٍ وإلحادٍ، وتصب في بيوت كثيرٍ من المسلمين على رؤوسهم وعلى أولادهم وذرياتهم فيتأثرون بها، ومن أعظم ما تجره عليهم أنهم يسهرون عليها كل الليل وينامون عن صلاة الفجر ولا يصلونها -إن صلوها- إلا بعد خروج وقتها، وإلا فكثيرٌ منهم لا يصلونها أبدًا، ولا يصلون ما بعدها من الصلوات؛ لأنهم تمرنوا ومرنوا على الكفر والنفاق -إلا من رحم الله منهم-، فاتقوا الله عباد الله، وتجنبوا أسباب الذنوب والمعاصي أما ترون ما أنتم فيه من حبس الأمطار عن مزارعكم وعن آباركم وعن فلواتكم؟ أما ترون أن الله 

---

الشرح