أيها المسلمون: إن الله عز وجل حذَّر من
مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وتوعَّد على ذلك بأشد الوعيد، قال تعالى: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ
يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ
أَلِيمٌ﴾ [النور: 63] مهدِّدون بعقوبتين:
العقوبة الأولى: الفتنة في القلوب، وذلك
بأن يزيغ عن الدين ويخرج إلى الكُفر ويُفتَن في عقيدته وفي دينه، بسبب مخالفته
للرسول صلى الله عليه وسلم وهذه أشد.
العقوبة الثانية: العذاب الأليم في البدن،
يعذب في بدنه بالعقوبات بالقتل، بالتشويه، بتسلط العدو في الدنيا، وفي الآخرة يعذب
في النار والعياذ بالله ﴿عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ فنسأل الله العافية ولهذا
حذَّر الأئمة من مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الإمام الشافعي رحمه الله،
أجمع المسلمون على أنه من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له
أن يدعها لقول أحدٍ.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: عجبت لقومٍ عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63] أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا ردَّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيءٌ من الزيغ فيهلك. ولا حول ولا قوة إلا بالله، فعلينا جميعًا وعلى جميع المسلمين أن يلزموا طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يعملوا بسنته وأن يهتدوا بهديه، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (867).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد