ولكن على العبد أن يعمل الأسباب وأن يتق الله سبحانه وتعالى، وأن يحاسب
نفسه وأن يستغل وقته وعمره في طاعة الله سبحانه وتعالى ؛ لأن ذلك هو نجاته وهو
فلاحه وصلاحه في الدنيا والآخرة، ولا يغفل مع الغافلين، أو يعرض مع المعرضين، أو
ينسى الحساب ﴿يَٰدَاوُۥدُ
إِنَّا جَعَلۡنَٰكَ خَلِيفَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱحۡكُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ
وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا نَسُواْ يَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ﴾ [ص: 26]. فلنتقي الله أيها
المسلمون ولنحاسب أنفسنا، ولنتجنب هذه الملهيات والمغريات، وهذه الصوارف التي شغلت
كثيرًا من الناس عن آخرتهم، وألهتهم في دنياهم فيأتي عليهم الموت وهم على غرَّةٍ،
وقد سبقهم النذير وليس لهم حجةٌ، وليس لهم معذرةٌ، فاتقوا الله عباد الله، اتقوا
الله، وتذكروا: ﴿فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ
تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الذاريات: 55].
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
الصفحة 2 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد