﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ
فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ﴾ [النور: 30]، والنظرة إلى الحرام سهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس، وإن هذا
السهم المسموم يصيب قلب الناظر، ولا يصيب غيره فليغض المسلم بصره دائمًا وأبدًا،
وفي حالة الصيام آكد فلا ينظر إلى ما حرَّم الله من النساء أو إلى الصور الماجنة
التي تكون في المجلات الخليعة، أو النظر في الشاشات التليفزيونية أو نحوها مما
ينقل صورًا محرمةً، صورًا فاتنةً خليعةً، فإذا نظر إليها الصائم فإن هذا يؤثر في
صيامه، يؤثر أولاً في قلبه، ويؤثر أيضًا في صيامه وقد لا يبقى له أجرٌ في صيامه،
وكذلك السماع المحرم كالاستماع إلى الأغاني والمعازف والمزامير والمطربين
والمطربات محرمٌ دائمًا وأبدًا لما يؤثره في قلب السامع من النفاق، وما يؤثر في
قلبه من حب المعاصي، وهو صوت الشيطان، فلا يجوز للمسلم أن يستمع إلى الأغاني
دائمًا وأبدًا، وفي حالة الصيام أشد فلا يستمع إلى ما حرَّم الله سبحانه وتعالى.
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَٰٓئِكَ كَانَ
عَنۡهُ مَسُۡٔولٗا﴾ [الإسراء: 36]. فليحافظ الصائم على صيامه من هذه الأمور، لأن بعض الناس
يظن أن الصيام إنما هو ترك الأكل والشرب فقط، ولا يعلم أن الصيام من باب أولى ترك
للمحرمات القولية والفعلية، فإن المحرمات تجرح الصيام وقد تُذهِب بثوابه فيجب على
الصائم أن يحافظ على صيامه، من كل مؤثمٍ ومن كل مفسدٍ.
ثم اعلموا عباد الله أن خير الحديث كتاب الله...
***
الصفحة 2 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد