جبريل عليه السلام ينزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ليلةٍ من شهر رمضان يدارسه القرآن. وكان السلف الصالح يقبلون على تلاوة القرآن في شهر رمضان ويتركون دروس العلم وحلق الذكر ويتفرغون؛ لتلاوة القرآن لأن الله خصَّ هذا الشهر بإنزاله فيه، فتلاوة القرآن في هذا الشهر لها مزيةٌّ عظيمةٌ على تلاوة القرآن في غيره إن كانت تلاوة القرآن مطلوبةٌ كل زمانٍ ولكن في هذا الشهر خاصةً تتضاعف لهم أجور التلاوة فيه. ومن مزايا هذا الشهر أن الله سبحانه وتعالى فرض صيامه على هذه الأمة، وجعل صيامه ركنًا من أركان الإسلام قال تعالى:﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ﴾ [البقرة: 185]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِْسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» ([1]) فجعل صيام رمضان ركنًا من أركان الإسلام، فمن جحد وجوب صيام رمضان فإنه كافرٌ بالله عز وجل مرتدٌ عن دين الإسلام إن كان قبل ذلك مسلمًا. ومن أقر بوجوبه ولكنه ترك الصيام تكاسلاً، فإنه يجبر على الصيام ويعزر بما يراه ولي أمر المسلمين رادعًا له ولأمثاله عن انتهاك حرمة هذا الشهر العظيم، ومن مزايا هذا الشهر أن الله سبحانه وتعالى شرع قيامه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «شَهْرٌ كَتَبَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ» ([2])، وذلك بصلاة التراويح وما تيسر معها من التهجد في آخر الليل، ولكن صلاة
([1]) أخرجه: البخاري رقم (8)، ومسلم رقم (16).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد