×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

التراويح سنةٌ مؤكدةٌ وهي خاصةٌ برمضان. أما قيام آخر الليل فإنه مشروعٌ في كل وقتٍ، وصلاة التراويح تقام جماعةً في المسجد، وقد قام صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي من رمضان ثم تأخر عنهم خشية أن تُفرَض عليهم فيعجزوا عنها وبقي المسلمون يصلونها، لكنهم كانوا يصلونها متفرقين فما كان في عهد عمر رضي الله تعالى عنه وهو الخليفة الراشد رأى أن يجمع الناس على إمامٍ واحدٍ في صلاة التراويح فكانوا يصلونها خلف أُبي بن كعبٍ رضي الله عنه، وكان يصلي بهم ثلاثًا وعشرين ركعةً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبمحضرٍ من المهاجرين والأنصار، فكانت سنة التراويح سنة مؤكدة بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعددها بسنة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ» ([1]). فصلاة التراويح سنةٌ مؤكدةٌ بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين، وبعمل المسلمين المستمر، فلا ينبغي التهاون بها أو التكاسل عنها. قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([2])، وقال: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([3]) فهي سنةٌ مؤكدةٌ لا ينبغي لمسلمٍ أن يفرط فيها بل يحضرها مع جماعة المسلمين في المسجد وإن صلاها في بيته فلا بأس ولكن تفوته فضيلة الجماعة وفضيلة إقامة هذه الشعيرة في بيوت الله عز وجل، لكن على كل حالٍ لا ينبغي تركها والتهاون بشأنها، فإن بعض الناس قد يقول ما دامت أنها ليست واجبةً فلا عليّ إن تركتها. نقول


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (1375)، والترمذي رقم (806)، والنسائي رقم (1364)، وابن ماجه رقم (1327).