له: ليس عليك إثمٌ في تركها ولكن يفوتك أجرٌ عظيمٌ في فعلها أنت بحاجةٍ
إليه. أنت فقيرٌ إليه، وهي فرصةٌ سانحةٌ فلا تضيعها بالكسل والغفلة. ومن فضائل هذا
الشهر أن الله خصَّه بليلةٍ هي خيرٌ من ألف شهرٍ وهي ليلة القدر التي قال الله
فيها: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ
ٱلۡقَدۡرِ ١ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢ لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ
شَهۡرٖ ٣ تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ
فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ ٤ سَلَٰمٌ
هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ
٥﴾ [القدر: 1- 5] وقال سبحانه: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ
مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ
٣ فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ ٤ أَمۡرٗا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ ٥﴾ [الدخان: 3- 5].
فهي ليلةٌ عظيمةٌ تعادل ألف شهرٍ في العمل الصالح، وألف الشهر بثلاثٍ وثمانين سنةٍ وزيادة أشهر يستغلها المسلم كلها في عبادة الله من أولها إلى آخرها، ليلة القدر تعادل ذلك كله لمن وفقه الله سبحانه، ومن أقام هذه الليلة إيمانًا واحتسابًا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([1]) يغفر له ما تقدم من ذنبه ويحصل على عمل ألف شهرٍ زيادةً ومضاعفةً من الله سبحانه وتعالى، هذا فضلٌ عظيمٌ لا يفرِّط فيه إلا محرومٌ، ولكن هذه الليلة أخفاها الله في شهر رمضان فلم يبين في أي ليلةٍ من لياليه من أجل أن يجتهد المسلم في كل ليالي رمضان ليحصل على أجر قيام رمضان وقيام ليلة القدر. فمن قام جميع ليالي رمضان فإنه قد قام ليلة القدر، فكان عنده عملان جليلان قيام رمضان وقيام ليلة القدر، وهذا فضلٌ عظيمٌ، أما من اقتصر على بعض الليالي وترك البعض الآخر فلا يضمن له أنه أدرك ليلة القدر
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1802)، ومسلم رقم (760).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد